القاهرة - أماني محمد - السبت 27 يوليو 2024 02:23 مساءً - ربما نعيش في عالم مواز.. العالم كله يركز في أولمبياد باريس 2024 ونحن مازلنا نعيش في الدوري المصري الهزيل وحكاية الشيبي مع الشحات ولجان الانضباط في أزمة لقاء الأهلي وبيراميدز.. العالم يتابع أبطال الرياضة في كل الألعاب وهي جرعة رياضية نترقبها كل أربع سنوات ولكن للأسف!!
تشكل وجداننا الرياضي عندما كان هناك تليفزيون مصري يسعى لبث البطولة من خلال بعثة محترمة من التليفزيون المصري ومثلها من الإذاعة المصرية تنقل كل كبيرة وصغيرة في الأولمبياد مع معلقين محترفين في السلة واليد وألعاب القوى وغيرها من الألعاب والآن!!
الآن نتابع أحداث البطولة عبر شاشات تارة من المغرب وأخرى من الجزائر وثالثه عبر فضائية بي إن سبورت ونحن الذين لدينا عشرات القنوات المتخصصة ومئات البرامج الرياضية وكذلك الإذاعات المتخصصة وضيوف من هنا وهناك ولكن للآسف كله في عالم مواز!!
ما هي فائدة تلك القنوات وتلك البرامج في هذه الأيام ؟! ألم يكن من الأفضل أن تمنح تلك القنوات والإذاعات العاملين فيها إجازات حتي لو كانت مدفوعة ليرحمونا من هذا الغثاء الذي يقدمونه ؟! يعني الناس مشغولة في حتة وإحنا مشغولين في مكان آخر.
كل هذا يذكرني بمثل شائع في بلدنا عندما كان يحضرون «صييت» لإحياء ليلة في القرية ويستعد الفلاح للاستماع لقصة أبوزيد الهلالي سلامة ولأنه هذا الفلاح منهك طوال اليوم في أرضه وبمجرد أن يبدأ «الصييت» الإنشاد تأخذ صاحبنا نوبة النوم حتي مطلع الفجر ليقوم ويطلب من المنشد (شويه من قصة أبوزيد) !!! فعلا محتاجين شويه من قصة أبوزيد!!
ألم تكن بعثة مصر هي البعثة الأكبر عربيا وأفريقيا وحصلنا على المركز الـ15 في أفضل زي ؟! فلماذا التجاهل!!
الاهتمام يأتي بعد أن يحقق أحدهم ميدالية ثم تفاجئ بالقنوات تجري وراءه والشركة إياها تقوله بكام !! نعم نحن جيل كنا محظوظين جدا بهؤلاء من يشكلون وعينا الرياضي.. لقد تابعت عبر شاشة التليفزيون المصري أبطال العالم في ألعاب القوى واذكر منهم كارل لويس.. شاهدت فريق الأحلام الأمريكي في السلة.. وشاهدت لقطة فوز البطل محمد رشوان بالميدالية الأولمبية.. أين نحن من هذا الآن ؟! والكل يتابع عبر قنوات مغربية وجزائرية.
يمكن الدورة الأولمبية اتت فجأة وعلى حين غرة أو أتوقع أن المسئولين عن الإعلام الرياضي في بلدنا يرون متابعة استديوهات التحليل وطلة النجم فلان وعلان أهم ألف مرة من متابعة بطل مصري ينافس في أكبر محفل عالمي.
لا أعرف ماذا أكتب بعد أن كاد أن يجف مداد قلمي ولا أحد يسمع لأن صوت الطبلة عالي في فضائيات الفتنة الرياضية.. ولله الأمر من قبل ومن بعد!!
0 تعليق