القاهرة - أماني محمد - الأربعاء 24 يوليو 2024 04:01 صباحاً - يهرب الآلاف من محدودى الدخل والفقراء فى مصر، من حرارة الجو فى فصل الصيف لقضاء أوقات فى حمامات السباحة التى انتشرت فى الأندية ومراكز الشباب أو على شكل مشروعات ينفذها البعض فى القرى والمناطق الشعبية، إلا أن تلك النزهة قد تتحول إلى كارثة بالموت غرقا أو خنقا أو صعقا بالكهرباء.
إحصائية صادمة لعدد الغرقى
«كلمتك» تفتح ملف حمامات السباحة التى انتشرت بشكل كبير فى مصر وتحولت إلى مصائد للموت، حيث يعد انتشار حمامات السباحة نقطة إيجابية للترويح عن المصريين وتوسيع قاعدة ممارسة رياضة السباحة، بشرط الالتزام بتطبيق معايير السلامة والأمن.
وكشفت منظمة الصحة العالمية عبر موقعها الرسمى أن الغرق يمثل ثالث أهم أسباب الوفيات فى جميع أنحاء العالم، حيث يقف وراء حدوث 7% من مجموع تلك الوفيات المرتبطة بالإصابات، وتشير التقديرات إلى سقوط أكثر من 236 ألف حالة وفاة بالغرق سنويا.
وأضافت منظمة الصحة العالمية أن معدلات وفيات الغرق تبلغ أعلى مستوياتها فى أفريقيا، وتتجاوز بـ27 ضعفا معدلات الغرق المسجلة فى المملكة المتحدة وإلى 32 ضعف المعدلات المسجلة فى ألمانيا، وهو ما يظهر حجم الكارثة التى نعانى منها فى أفريقيا ومصر.
غرقا وخنقا وصعقا.. حمامات السباحة تحصد أرواح العشرات
وفتحت حادثة وفاة شابة تبلغ من العمر 24 عاما، غرقا داخل حمام سباحة نادى الإعلاميين، الملف مجددا حيث تفاجأ الحاضرون بغرق الفتاة، وتم استدعاء الطبيبة وقرروا نقلها إلى مستشفى الشيخ زايد التخصصى ليتأكد وفاتها، حيث كان التشخيص المبدئى إسفكسيا الغرق، وسط انتقادات بسبب غياب المنقذين والمسعفين.
كما توفيت محامية فى حمام سباحة بمدينة بنها إثر إصابتها بأزمة قلبية أثناء التدريب وتم نقلها إلى الفور إلى المستشفى إلا أنها قد فارقت الحياة.
فيما لقى طفل يدعى «يوسف.م.س» 13 سنة، أواخر شهر مايو الماضى مصرعه غرقا فى حمام سباحة بقرية الدير بطوخ، وتم انتشال جثة ونقلها للمستشفى.
كوارث حمامات السباحة لم تتوقف عند الموت غرقا، وإنما امتدت إلى الموت صعقا بالكهرباء، حيث توفى الطفل حازم البالغ من العمر 12 سنة، الذى مات صعقًا بالكهرباء، فى حمام سباحة شعبى بمنطقة المرج، نتيجة وجود سلك مكشوف فى ثلاجة كانت موجودة بجوار حمام السباحة، وأثناء خروج الطفل من المياه انزلق على الأرض، ولمس السلك المكشوف.
فيما لقى الطفل «محمد.أ» مصرعه نتيجة اصطدامه بأحد الحواجز داخل حمام سباحة بمدينة السلام، ما أصابه بشرخ فى الجمجمة، ونزيف تام أدى إلى وفاته على الفور، ليلقى حتفه نتيجة لإهمال من باعوا ضميرهم من أجل المال وتاجروا بأرواح الأطفال.
حالات الوفاة فى حمامات السباحة باتت تتكرر بشكل شبه أسبوعى فى مصر، كما امتدت الأزمات إلى الإصابة بحالات احتناق نتيجة سوء تشغيل حمامات السباحة وزيادة نسبة الكلور فى الماء، وهو ما حدث مرتين فى حمام سباحة نادى الترسانة خلال آخر عامين، كما تكررت الواقعة فى مركز شباب ميت الرومى بمحافظة الدقهلية.
وزير الشباب والرياضة يشرح خطة مواجهة الغرق فى حمامات السباحة
«كلمتك» تحدثت إلى الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، لكشف أسباب الوفيات والإصابات فى حمامات السباحة وخطة الوزارة لتقليلها، حيث أكد وزير الشباب والرياضة أن انتشار حمامات السباحة أمر صحى لتقليل الفوارق المجتمعية، حيث باتت متواجدة فى القرى والنجوع، وهو ما يتيح لأطفال تلك القرى ممارسة رياضة السباحة والترويح عن أنفسهم، بشرط اتباع معايير السلامة والأمن للحفاظ على صحة أبنائنا وشبابنا.
وأضاف وزير الشباب والرياضة أن الوزارة أطلقت فى عام 2021 الماضى الكود المصرى الخاص بعوامل الأمن والسلامة بالمسطحات المائية متضمنة حمامات السباحة والشواطئ، وذلك فى إطار فعاليات مبادرة مصر بلا غرقى.
وأكد وزير الشباب والرياضة، أن الأكواد الخاصة بتأمين المسطحات المائية من شواطئ وحمامات سباحة تمت من خلال اللجنة التنفيذية العليا لمبادرة مصر بلا غرقى والتى تترأسها الوزارة وعضوية وزارات الدفاع والداخلية والتنمية المحلية والسياحة والصحة والتعليم العالى والتربية والتعليم بالإضافة إلى خبراء من الاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ، وذاك تأكيدا تكاتف الجميع والتنسيق مع الجهات المعنية من أجل تنفيذ وتحقيق أهداف المبادرة وبما يضمن لها استدامة العمل والعمل على تعميم الكود على جميع القرى والفنادق والأندية ومراكز الشباب التى بها مسطح مائى سواء شواطئ أو حمامات سباحة.
وتابع الوزير أن كود تأمين المسطحات المائية يستلزم مجموعة من الاشتراطات والمعايير التى يجب توافرها على الشواطئ وحمامات السباحة، وذلك للحد من حوادث الغرق، وتستهدف تدريب وتأهيل المنقذين العاملين بالشواطئ المختلفة، والتأكد من توافر المعدات اللازمة لتأمين الشواطئ والمسطحات المائية، بالإضافة إلى إقامة الندوات والمؤتمرات التوعوية للمواطنين لتعليمهم مهارات الإنقاذ الأساسية فى مختلف المحافظات.
وحول استمرار حالات الغرق رغم تطبيق المبادرة منذ أكثر من عامين، أكد وزير الشباب والرياضة أن حمامات السباحة فى مصر تنقسم إلى 3 فئات أولها موجودة فى الأندية ومراكز الشباب، والأخرى شركات خاصة حاصلة على ترخيص وإشهار من الشباب والرياضة، وجميعها تطبق الكود ومعايير السلامة بشكل صارم وتخضع لتفتيش دورى، أما الفئة الثالثة فهى حمامات السباحة الخاصة "الأهالي" التى ينفذها بعض الأشخاص بدون تراخيص والأخيرة سبب الأزمة.
وشدد أشرف صبحى على أن الوزارة خاطبت التنمية المحلية والمحافظين عدة مرات لتشكيل لجان مشتركة من تلك الجهات للتفتيش على الهيئات الرياضية غير المرخصة سواء ملاعب الخماسى أو حمامات السباحة أو الأندية الصحية والجيم فى جميع القرى والمدن، خاصة أن الأمر يمس الأمن القومى لحماية شباب مصر، وأن أي من تلك المنشآت يتم غلقه على الفور لحين توفيق أوضاعه والحصول على التراخيص والتأكيد على الالتزام بكود معايير السلامة والأمان.
وتابع بأن الوزارة خلال الصيف الحالى شكلت أكثر من لجنة لتقييم تأمين المسطحات المائية بالتعاون مع اتحاد الغوص والإنقاذ للتفتيش على حمامات السباحة الموجودة فى الهيئات الرياضية والشبابية وتقييم معدل الأمان بها، مع توجيه بغلق أي حمام سباحة لا يتوافق مع المعايير الأمنية فورا، وتحويل المسئولين المخالفين للتحقيق.
إغلاق 47 حمام سباحة
أعلنت وزارة الشباب والرياضة، غلق 47 حمام سباحة ووقف جميع المسئولين والعاملين عن تشغيل تلك الحمامات وخاصة موضوع اشتراطات نسب الكلور ومضادات السميات، بناء على توجيهات الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، لجميع مديريات الشباب والرياضة فى جميع المحافظات، ضمن إنطلاق حملة التفتيش على حمامات السباحة العامة والخاصة، للتأكد من توافر الاشتراطات الصحية والفنية.
وأكد محمد الشاذلي المتحدث الرسمي لـ وزارة الشباب والرياضة، أنه تقرر غلق فوري لعدد 47 حمام سباحة عام وخاص، ووقف جميع المسئولين والعاملين عن تشغيل تلك الحمامات وخاصة موضوع اشتراطات نسب الكلور ومضادات السميات وتوافر المنفذين وغيرها من الاشتراطات، ضمن الحملة التي تنفذها الوزارة بعد تكرار حوادث الغرق والاختناق.
كما تقرر إلغاء تراخيص عدد من الشركات الخاصة التي تعمل داخل مراكز الشباب والأندية بنظام حق الانتفاع غير المستوفاة لاشتراطات الأمن والسلامة، ووقف المسؤولين عن تشغيل حمامات السباحة التى ثبت عدم التزامها لاشتراطات الأمن والسلامة وتكليف مديري مديريات الشباب والرياضة برفع تقرير يومي للوزارة.
وأشار المتحدث الرسمي لوزارة الشباب والرياضة، إلى أن الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة شدد مجددًا على المضي قدمًا في اتخاذ إجراءات حاسمة وفورية للتعامل مع أية منشأة عامة أو خاصة يثبت عدم التزامها بتطبيق جميع اشتراطات وضوابط الأمن والسلامة فى حمامات السباحة والغلق الفورى لحمامات السباحة غير الملتزمة.
وطالبت الوزارة بضرورة التزام جميع الهيئات سواء العامة أو الخاصة بتطبيق أكواد الأمن والسلامة وتطبيق القوانين بكل حزم على غير الملتزمين بالتنسيق مع وزارتي الصحة والتنمية المحلية.
حمامات السباحة
وأشار إلى أن وزير الشباب والرياضة شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة وفورية للتعامل مع أية منشأة عامة أو خاصة يثبت عدم التزامها بتطبيق جميع اشتراطات وضوابط الأمن والسلامة فى حمامات السباحة والغلق الفورى لحمامات السباحة غير الملتزمة بأي من الاشتراطات والضوابط خاصة خلال الفترة الحالية والتي تشهد تردد الملايين من النشء والشباب على الأندية ومراكز الشباب لممارسة مختلف الأنشطة والفعاليات المتنوعة وخاصة الرياضية والترفيهية.
مدير حمام سباحة نادي الصيد يكشف خطة التشغيل المثلى
فيما كشف طارق سليم، مدير حمام سباحة نادى الصيد، خطة التشغيل المثلى لحمامات السباحة لتقليل عوامل الخطورة وتقليل فرص الوفيات أو الإصابات، مؤكدا أن معايير السلامة تتضمن عدة عوامل أولها وجود المنقذين الذين يتواجدون على حمام السباحة طبقا لخريطة معتمدة لتغطية كافة النقاط ويوقع عليها الجميع للالتزام بها، كما أن عددهم يتحدد بناء على مساحة الحمام والمتواجدين به، قائلا: "الحمام الأولمبى يتواجد به 6 منقذين كون المتواجدين به سباحين محترفين، أمام اليوم الترفيهى للأعضاء يتواجد 14 منقذا لضمان سلامة الأعضاء المتواجدين، فيما يتواجد فى حمام سباحة الأطفال بين 6 و10 منقذين".
وأضاف أن هؤلاء المنقذين يمتلكون كافة الأدوات للتدخل فى الطوارئ مثل أطواق الطوارئ وأنبوبة الإنقاذ (موزة الإنقاذ)، كما يشترط حصولهم على دورات فى الإسعافات الأولية للتدخل فى أوقات الطوارئ مثل الشد العضلى للسباحين أو ضيق التنفس أو الأزمة القلبية وغيرها من الإصابات التى قد تهدد حياة المتواجدين فى حمام السباحة.
وشدد على أن حمام السباحة فى نادى الصيد يتواجد به عيادة بها أطباء بشكل مستمر وأجهزة تنفس، إلى جانب تواجد سيارة إسعاف خاصة بحمام السباحة بشكل مستمر للتحرك بها فى حالة الطوارئ.
وأكد سليم أن العامل الثانى من عوامل السلامة والأمان هو التأكد من سلامة المياه، حيث يتم معالجتها بالكلور وحمض (PH)، ويتم قياس تلك الأمور 3 مرات فى اليوم، للتأكد من نسبة خاصة أن زيادتها يسبب ضررا جسيما وقد يعرض المتواجدين لحالات اختناق، ونقصها أيضًا يؤدى إلى مشكلات صحية بسبب عدم جودة المياه، مؤكدا أن حمامات السباحة فى الأندية الكبيرة تعتمد على جهاز "ديجيتال" يحدد نسب المياه بشكل مستمر للتأكد من سلامتها، على عكس بعض الحمامات الشعبية التى تعتمد على "الطريقة البلدي"، وتمر أيام دون قياس نسب الكلور والحمض فى المياه، وهو ما يسبب كوارث.
وتابع بأن الأمر لم يتوقف عند الوفاة فى حمام السباحة، وإنما هناك مخاطر الإصابة بالعدوى والبكتيريا التى تسببها أحواض المياه التى يتم صيانتها وتنظيفها بشكل سيئ، وهى أن درجة الحموضة تصبح حمضية للغاية والتى يمكن أن تؤدى إلى تهيج الجلد والعينين، وقد تنتقل البكتيريا من حمامات السباحة التى تسبب الإسهال والتشنجات أو القيء، وهو ما يجعل الالتزام بالتحديثات لمواجهة تلك المخاطر أمر لا بد منه.
ونقدم لكم من خلال موقع (كلمتك)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
0 تعليق