القاهرة - ياسر ابراهيم - الجمعة 19 يوليو 2024 05:21 مساءً - أكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، رفع درجة الاستعداد والعمل على اتخاذ تدابير مبكرة من شأنها الحد من نوبات تلوث الهواء الحادة والمعروفة إعلامياً بظاهرة "السحابة السوداء"، الناتجة عن حرق المخلفات الزراعية "قش الأرز"، وعوادم المركبات، وانبعاثات المصانع المتوسطة والصغرى، بالتعاون مع كافة الوزارات والمحافظات المعنية.
وذكرت وزارة البيئة- في بيان، اليوم /الجمعة/- أن الوزارة عقدت سلسلة لقاءات وحوارات مجتمعية للأفراد الفاعلة في منظومة قش الأرز، بالمحافظات المعنية بالمنظومة، حيث نظمت وزارة البيئة وتحت رعاية محافظ الشرقية اجتماعاً، لمناقشة الاستعدادات وعرض خطة مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة خلال خريف وشتاء (2024-2025) بديوان عام محافظة الشرقية، وذلك بالتنسيق بين جهاز شئون البيئة، ومشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبري، الممول من البنك الدولي.
وأدار اللقاء محافظ الشرقية المهندس حازم الأشموني، ونواب المحافظ والسكرتير العام المساعد للمحافظ، وبمشاركة مستشار وزارة البيئة لإدارة المتبقيات الزراعية الدكتورة أميمة الصوان، ورئيس قطاع الفروع بوزارة البيئة الدكتور عصام عامر، ومدير مشروع البنك الدولي "إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ بالقاهرة الكبرى" الدكتور محمد حسن، ورئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة علاء عزوز، ورئيس الفرع الإقليمي لجهاز شؤون البيئة بالشرقية الدكتور مجدي الحصري، ورؤساء المراكز والمدن، ومديري الإدارات الزراعية بالمراكز، وممثلي عدد من الجهات المعنية، وبمشاركة عدد من المزارعين ومتعهدي جمع قش الأرز، وذلك بمقر ديوان عام محافظة الشرقية.
وأكد محافظ الشرقية المهندس حازم الأشموني، خلال اللقاء، على ضرورة تضافر كافة الجهود والتنسيق والتكامل بين كافة الجهات المعنية للتصدي للحرق المكشوف للمخلفات الزراعية بالتوجه نحو إعادة التدوير لإنتاج الأسمدة والأعلاف وخفض انبعاثات ملوثات الهواء، تنفيذاً للبروتوكول الموقع بين وزارتي الزراعة والبيئة للاستعداد لموسم قش الأرز ومواجهة السحابة السوداء والقضاء عليها نهائياً.
كما أكد المحافظ ضرورة تنظيم حملات توعية استباقية من خلال المساجد والجمعيات الزراعية وجهاز شؤون البيئة، لمواجهة السحابة السوداء وحث الفلاحين على تجميع قش الأرز وتسليمه للمواقع التي تم تحديدها مسبقاً بكل مركز ومدينة، لضمان عدم إقبال الفلاحين على عمليات حرق قش الأرز، والذي يتسبب في انبعاث نوبات هواء ملوثة تؤثر على الصحة العامة للمواطنين ولإبراز القيمة الاقتصادية لقش الأرز، والتي تنعكس في استغلاله كأسمدة عضوية وأعلاف غير تقليدية لمواجهة ارتفاع أسعار الأعلاف مع مراعاة البعد الاجتماعي للفلاح.
بدوره.. استعرض رئيس قطاع الفروع الدكتور عصام عامر، المحاور الأساسية لتنفيذ خطة مواجهة فترة نوبات تلوث الهواء الحادة 2024-2025، بمحافظات الدلتا خلال موسم حصاد قش الأرز، والتي تشمل محافظات (الغربية، كفر الشيخ، البحيرة، الشرقية، القليوبية، الدقهلية)، مشيرًا إلى اتخاذ الوزارة عددا من الإجراءات الاستباقية قبل وأثناء السحابة لضمان نجاح المنظومة، حيث يتم التنسيق مع كافة الوزارات والجهات المعنية من خلال إدارة اللجنة العليا واللجان الفرعية ومجموعات العمل بالمحافظات، والعمل على تسهيل حصول المتعهدين على المعدات التي تساهم في جمع ومعالجة المخلفات الزراعية، وإدارة فرق العمل ومحاور المرور على أماكن الأكثر حصادا للأرز، واتخاذ الإجراءات الفنية و اللازمة أثناء وقت الحصاد.
وأكد رئيس قطاع الفروع، أن الإجراءات تشمل تفعيل الرصد والمتابعة عبر الأقمار الصناعية وأجهزة الإنذار المبكر وتحليل بيانات جودة الهواء، وتفعيل خدمات استقبال شكاوى المواطنين لمنع الحرق المكشوف لقش الأرز والمخلفات الصلبة، إضافة إلى تكثيف الندوات.
والتقت مستشار وزارة البيئة لإدارة المتبقيات الزراعية الدكتورة أميمة الصوان، خلال اللقاء، مع صغار المزارعين وقامت بتعريفهم بالإجراءات الخاصة بالحد من نوبات تلوث الهواء وكيفية الاستفادة من قش الأرز، وتطبيق العقوبات المنصوص عليها بالقانون 202 لسنة 2020 واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفات، مؤكدة أهمية التوعية بعدم حرق قش الأرز، وتعظيم الاستفادة منه لإنتاج أسمدة وأعلاف غير تقليدية، ومخصبات حيوية تفيد التربة، وتساهم في زيادة الإنتاج الزراعي، واستعراض طرق الاستفادة والتصنيع وكيفية قيام المزارعين بذلك.
كما تم خلال اللقاء الاستماع للمشاكل التي واجهت متعهدي قش الأرز خلال العام الماضي لمساعدتهم وبحث سبل تذليلها، والاستفادة من الخطط السابقة لتلافي السلبيات وتفادي أية معوقات قد تواجه تنفيذ المنظومة عند البدء فيها مع موسم الحصاد.
من جانبه.. قال رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة الدكتور علاء عزوز، إن منظومة قش الأرز تمثل نموذجا ناجحا للتعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وهو ما ظهر بوضوح خلال الأعوام السابقة والتي شهدت نجاحا لتلك المنظومة، مشددا على ضرورة العمل خلال هذا العام لجعلها أكثر إيجابيا في ظل الدعم المقدم من الوزراء والمحافظين.
وأكد عزوز، تعليمات وزير الزراعة بضرورة قيام اللجان المكلفة بإصدار الموافقات الخاصة بفتح مواقع ومراكز تجميع وتدوير قش الأرز والاطلاع بالمهام المنوط بها، وتكثيف الندوات الإرشادية لتوعية المزارعين، بأهمية الحفاظ على البيئة، والاستخدام الأمثل لقش الأرز والاستفادة القصوى منه، لافتا إلى ضرورة التعاون مع المختصين بفرع جهاز شئون البيئة بالشرقية والعاملين بالمحافظة لضمان نجاح المنظومة هذا العام.
وقد تم خلال اللقاء مناقشة الفرص والتحديات التي تواجه منظومة التعامل مع قش الأرز، نظرًا لزيادة المساحات المنزرعة من الأرز، وتعرض آليات العرض والطلب على قش الأرز لظروف قد تزيد أو تتناقص من الاستفادة منه، وفي ضوء ظروف مناخية متقلبة، أصبح من الضروري توحيد جهود كافة الجهات لوضع رؤية مستقبلية لتعظيم الاستفادة من المتبقيات الزراعية وتعظيم الفرص الاستثمارية، حيث تسعى الدولة جاهدة لتعظيم الاستفادة الاقتصادية للمخلفات الزراعية باستخدام مختلف الآليات من توعية ودعم مشروعات تجميع وتدوير قش الأرز وتحويله لأعلاف وسماد عضوي، من خلال رفع درجة الاستعداد بالمحافظات المعنية، تزامنًا مع بدء موسم حصاد الأرز لمواجهة ظاهرة حرق قش الأرز، والاتجاه لتنفيذ منظومة التخلص الآمن والتعامل السليم مع المخلفات الزراعية.
0 تعليق