القاهرة - أماني محمد - الأربعاء 6 نوفمبر 2024 10:52 صباحاً - خلى بالك من زوزو، فيلم من روائع السينما المصرية، وفيلم استعراضى لـ سعاد حسنى، احتل رقم 79 فى قائمة أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية، عرض فى مثل هذا اليوم 6 نوفمبر عام 1972، بطولة سعاد حسنى، حسين فهمى، تحية كاريوكا، محيى اسماعيل، سمير غانم، نبيلة السيد، شفيق جلال، وأخرجه مخرج الروائع حسن الإمام، واستمر عرضه 54 أسبوعا فى السينما.

المخرج حسن الإمام هو صاحب فكرة قصة الفيلم الذي اختار له اسم " بنت العالمة " إلا أن الفنان صلاح جاهين الذى كتب السيناريو والحوار والأغانى أشترط أن يكون اسم الفيلم "خلى بالك من زوزو " نسبة إلى أشهر أغنية يضمها الفيلم التى كتبها صلاح جاهين.

انتقاد جاهين بسبب أغانى زوزو 

 فيلم خلى بالك من زوزو استعراضى غنائى كتبه الشاعر الفنان صلاح جاهين بعد تعرضه لصدمة نفسية نتيجة نكسة يونيو 67، حيث اتجه إلى الكتابة الخفيفة والأفلام الرومانسية بعيدا عن كتابة الشعر الوطني والحماسى، وتسبب الفيلم فى الهجوم الشديد على الشاعر صلاح جاهين، إذ عاب عليه النقاد أن يكتب عن العوالم وأن يكتب أغانى خفيفة مثل أغنية ياواد ياتقيل واغنية خلى بالك من زوزو وهو الذى كتب الأغاني الوطنية والثورية مثل حكاية شعب، صورة، والله زمان ياسلاحى وغيرها.

 من كواليس فيلم خلى بالك من زوزو أنه عندما قرر جاهين تنفيذ أغنية ياواد ياتقيل أسند تلحينها إلى الملحن الراحل منير مراد، ولكنه كان منشغلًا بأعمال أخرى، وأثناء توجه السندريلا إلى مكان التصوير وقفت في إشارة مرور وسط القاهرة لتلتقى صدفة في السيارة التي جوارها الملحن الكبير كمال الطويل، وعرضت عليه تلحين الأغنية بعد توقفه عن التلحين لمدة 8 سنوات، ووافق ونظرا لتحمسه لكلمات صلاح جاهين لحن الاغنية في يومين فقط.

لبنى عبد العزيز تعتذر بسبب المشاهد 

 من كواليس فيلم خلى بالك من زوزو ايضا انه كان من نصيب الفنانة لبنى عبدالعزيز التي وقعت العقد المبدئي على بطولته، ولكن بسبب دواعى سفرها إلى أمريكا مع زوجها الدكتور إسماعيل برادة تخلت عن بطولة الفيلم ليستبدلها الشركة المنتجة بالسندريلا سعاد حسنى، وعادت لبنى عبد العزيز وأعلنت أنها كانت لن تستطيع تقديمه بالنجاح الذى حققته سعاد حسني التي أعتمد دورها على الرقص والغناء في الفيلم.

 فى الثلاثة أيام الأخيرة من تصوير فيلم خلى بالك من زوزو وصلت المخرج حسن الإمام دعوة لتكريمه فى مهرجان موسكو واضطر للسفر إلى روسيا فقام مساعده المخرج سمير سيف الذى رحل فجأة منذ شهور باستكمال إخراج وتصوير المشاهد الأخيرة.

 وفى أحد ندوات معرض الكتاب كشف الفنان الكبير حسين فهمي عن الميزانية الكلية لفيلم "خلى بالك من زوزو" أنه لم يتجاوز الـ15 ألف جنيه، ساهم فيها حسين فهمى بخمسة الآف جنيه لشدة إعجابه بالقصة والدور المرسوم له، حيث كانت حصة صلاح جاهين فى الانتاج التي باعها إليه لشكه في فشل الفيلم جماهيريا، وكان أجره فيه 900 جنيه، وأنه اعترض على الأجر لكن المنتج والمنتج رفضوا زيادته، بينما حصلت سعاد حسنى على 3000 جنيه.

ويحكى حسين فهمى قصة اختياره لبطولة " خلى بالك من زوزو " حيث يعتبر الفيلم الثالث له بعد فيلمى " غرباء، دلال المصرية " قائلا:عند عودتي من أمريكا كان صلاح جاهين يكتب سيناريو الفيلم، وعلمت منه ذلك فقد كنت أحبه وقريبا منه، وتمنيت تقديم دور البطل وهو ما حدث فعلًا، كلمني تاكفور أنطويان منتج الفيلم، وقال لي فيه اجتماع مع صلاح جاهين في بيته علشان فيه أغنية من الفيلم هنسمعها، فرحت لقيت سعاد حسني وكمال الطويل وحسن الإمام المخرج، وجميعهم قامات فنية كبيرة، ابتدى صلاح جاهين يقول كلمات  الأغنية، فسمعنا الكلام وصلاح كان عنده بيانو قعد عليه كمال الطويل يدندن واتلحنت الأغنية وإحنا قاعدين يومها بالليل، واكتشفت إن كمال الطويل مبيكتبش نوتة فكلمنا حد ييجي يكتب نوتة، فاكتشفت إن الموسيقار اللى جاء لكتابة النوتة هو أستاذ الموسيقى بتاعي في المدرسة،  وتسبب الفيلم فى تغيير مسار حياتى من مخرج إلى ممثل بعده.

 وأضاف حسين فهمى أنه على الرغم من اسم الفيلم الغريب " خلى بالك من زوزو " حينها إلا أنني كنت واثقًا من أن هذا الفيلم سيشكل فارقا فى تاريخ السينما العربية، لأنه ببساطة من كتابة صديقي صلاح ومن بطولة زوزو سعاد حسني، وبالمناسبة فيلم خلى بالك من زوزو هو فيلم وطني وليس كما يشاع انه فيلم للتهريج.

قصة زوزو ألماظية 

يحكي فيلم خلى بالك من زوزو قصة زينب عبد الكريم ـ زوزو ألماظية ـ الطالبة الجامعية التي تساعد والدتها نعيمة ألماظية الراقصة المعتزلة بالرقص والغناء في الحفلات والأفراح رغم كراهيتها لذلك، وتنشأ علاقة حب بينها وبين المخرج المسرحى سعيد، فيفسخ خطوبته لابنة زوجة أبيه "نازك" التي تكيد لزوزو وتنتقم منها بدعوة أمها نعيمة للرقص في حفل خطوبة أخت سعيد، لتجعل من الأم أضحوكة الجميع وهى ترقص، فتتقدم زوزو للرقص والغناء بدلا منها فينكشف أمرها أمام الحضور وخاصة زملائها بالجامعة، وتقرر زوزو ترك الجامعة والعمل راقصة بعد أن رفضها المجتمع، ولكن ينجح سعيد ـ حسين فهمى ـ  في إعادتها إلى الجامعة ثم يتزوجها.