مشاهير العرب - في «الهالوين» لا أحد ينافس هوليوود.. أفلام الرعب نقطة ضعف السينما المصرية!! - أخبار كلمتك

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

القاهرة - ياسر ابراهيم - الاثنين 28 أكتوبر 2024 12:10 مساءً - يزداد شغف الجمهور لمتابعة أفلام الرعب، طالما "ضمنوا البقاء في فراش آمن"، أو كما قال عراب أدب الرعب، الراحل أحمد خالد توفيق: "نحن نحب الرعب على ألا نتعرض له"، وطالما تحدثت دراسات علم النفس عن "الخوف المضبوط"، "الآمن"، و"الإجهاد الجيد"، حتى أن عالم النفس الشهير "سيجموند فرويد" وصف "فنون الرعب" بأنها تشبه الكوابيس "المكتوبة بأيدينا" بدلاً من تلك المفروضة علينا أثناء النوم، ونحن نسمح لها بأن تخيفنا بـ"ملء إرادتنا"، فهي الأقرب إلى "اللاوعي" وتمتزج بمشاعرنا المدفونة في أعماقنا، كما نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إجابات علمية عن سؤال مذهل: "لماذا نرعب أنفسنا؟؟"، وأسباب شغف الناس لرؤية أفلام مرعبة، وكانت الإجابات أكثر إدهاشًا، حيث وصفت "فنون الرعب" بأنها تفريغ طبيعي للآلام، حيث تستدرج تلك الأفلام "المرعبة" مشاعرنا الحزينة المكبوتة من اللاوعي إلى حيز الوعي ليتم التخلص منها، والتعافي، وهو ما أكده الفيلسوف اليوناني "أرسطو" بأن مشاهدة الناس للمسرحيات "التراجيدية" عملية تطهير للنفس من كافة المشاعر السلبية.

وبرغم أضرار "إدمان أفلام الرعب" في زيادة مشاعر القلق والتوتر ومعدلات ضربات القلب واضطرابات النوم، إلا أن لها مزايا تبدو طريفة، أكدتها الدراسات الطبية حول "الخوف"، وفوائده في "حرق الدهون" وتعزيز الصحة النفسية وجهاز المناعة، وتحسين إدارة الضغط العصبي، ومواجهة ضغوط الحياة، وزيادة إفراز هرمون الأدرينالين، فيما يشبه ركوب "لعبة خطرة" في الملاهي تشعرك بالرعب ولكنك تعلم في نفس الوقت أنك في أمان، فتزداد لديك مشاعر الاسترخاء والسعادة!

ويحتفل العالم بعد أيام، بما يسمى "الهالوين"، أو "عيد الرعب"، وبرغم المآخذ الدينية عليه، إلا أن صناع السينما في العالم ينتهزونه فرصة لطرح أفلام الرعب في دور العرض، وشهدت مصر عدداً من الأفلام "الأجنبية" الناجحة جماهيرياً، منها ""Smile 2، "Die Aalone"، و"Arcadian"، التي مازالت تحقق أرقاماً قياسية في شبابيك التذاكر حول العالم، وليس بجديد على "هوليوود" أن "ترعب العالم" بعشرات الأفلام ذات الإبهار والحبكة والمؤثرات، بعكس السينما المصرية التي مازالت "نقطة ضعفها" أفلام الرعب، فلم ننجح، في إنتاج فيلم "رعب حقيقي" بالمقاييس العالمية، وإن كانت سلسلة أفلام "الفيل الأزرق" للثلاثي مروان حامد وأحمد مراد وكريم عبد العزيز، طرقت هذا الباب، بنجاح معقول، يليه فيلما "122"، و"يوم 13" للفنان أحمد داود.

في أفلامنا المصرية (المعدودة على أصابع اليدين)، والتي نطلق عليها مجازاً "مرعبة"، لم تخرج (غالباً) عن "لوكيشن واحد" هو "البيت المهجور"، و"قائمة قصيرة" من "الأدوات" هي بقع الدم، والوميض الأحمر المفاجئ، وأصوات قرع الأبواب، والظلال المارقة، والأقنعة المخيفة، والصرخات المدوية، والموسيقى الموتّرة، أما "القائمة الأقصر للمعالجات" فلا تخرج عن "حوادث الاختفاء والقتل"، أو "الأساطير الشعبية" كالشياطين والمسّ والسحر والعفاريت والأشباح، ولعل الأساطير هي أكثر ما يغري الجمهور العربي، منذ حكايات ألف ليلة وليلة، وحواديت شهرزاد الخرافية المشوقة التي أنقذت رقبتها من "سيف مسرور".

وبرغم تفاوت درجات وعي الجماهير حول "الأساطير المرعبة"، إلا أن الهدف من صناعة أفلام الرعب لم يكن، في يوم ما، دعوة للتصديق أو التكذيب، وإنما خلق حالة من "الهلع" تحبس أنفاس المشاهدين، وهو ما لم تنجح فيه السينما المصرية، رغم عشرات التجارب، التي بدأت منذ أربعينيات القرن الماضي، بفكرة "تجسيد الشيطان وغوايته للإنسان كي يبيع له روحه"، والتي أدّاها ببراعة الفنان يوسف وهبي (سفير جهنم 1945)، ثم محمود المليجي (موعد مع إبليس 1955)، وسار على نفس النهج عدد من الأعمال، كان آخرها فتحي عبد الوهاب في مسلسل "وعد إبليس" 2022، (مع فارق كبير لصالح الأبيض والأسود)، وشهدت حقبة الثمانينيات فيلمين ناجحين (وقتذاك) لنجوم كبار، شاركتهما الفنانة يسرا قاسماً مشتركاً كـ"ضحية الخوف"، في فيلمي "الإنس والجن" لعادل إمام، و"التعويذة" لمحمود ياسين، وكان الأخير بتوقيع المخرج محمد شبل، الذي كان له محاولتان "فاشلتان" في فيلمين مصنفين "رعب"، ولكنهما كانا مضحكين: فيلم "غرام وانتقام بالساطور"، و"أنياب" الذي اعتمد على فكرة "مصاصي الدماء" بـ"لعبة أطفال طقم أسنان بلاستيك"، وأفلام "رعب" مقتبسة من قصص أجنبية، ولكنها "ضحكت" على الجمهور، أشهرها "كامب"!!

ولعل الجمهور العربي لا يميل لتصديق خرافة "مصاصي الدماء" بالرؤية المحلية، وهو ما أدى للسخرية من فيلم "خط دم" للنجمين نيللي كريم وظافر العابدين، وربما هذا ما دفع النجم ياسر جلال لتأجيل فيلمه "الذئب" عن فكرة "المستذئب"، وهي تحول الإنسان إلى "ذئب"، التي قدمها باقتدار نجم هوليود أنتوني هوبكنز في 2010، ولكننا في ثقافتنا العربية نحب التورط في حكاوي "القوى الخفية" كـ"العفاريت" و"أمنا الغولة"، و"الأعمال السفلية"، التي تحقق نسب مشاهدات بشرط معالجتها بحرفية في مزيج درامي قوي، مثلما فعلت مسلسلات "أبواب الخوف"، و"كفر دلهاب"، و"ساحرة الجنوب"، و"غرفة 207"، وأخيراً "المداح"، وتضم قائمة أفلام الرعب المصرية أسماءً ربما لم يشاهدها أحد، منها الحارث، وردة، جدران، ريما، عمار، عزازيل، بينما يبقى صناع السينما على حافة الحذر، خشية خوض مغامرة فنية خاسرة في ثقب أسود ملعون.

باسل النجار

الكاتب

باسل النجار

كاتب ومحرر صحفي مصري ـ مختص بالشأن السياسي، درس في كلية الاعلام قسم الصحافة والإعلام، حاصل على ماجستير في الصحافة الإلكترونية من كلية الإعلام جامعة القاهرة، تلقى عدة دورات تدريبية بالصحافة الاستقصائية، وعمل سابقا لدى العديد من المواقع الإخبارية المصرية والعربية، مختص بصحافة السوشيال ميديا ومواقع التواصل وقياس ردود الأفعال العربية والعالمية بشأن الأحداث الهامة من خلالها. مشرف على تنظيم عدة ورش تدريبية للصحفيين المبتدئين وحديثي التخرج لإكسابهم المهارات اللازمة للعمل بمجال الصحافة والإعلام،وتوفير المعرفة والمهارات اللازمة للمشاركين وتدريبهم على كيفية اعداد التقارير الصحفية، وأيضا تصوير التقارير الإخبارية وإعداد محتوى البرامج التلفزيونية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق