الارشيف / عالم الفن والمشاهير

السوشيال ميديا ودراما رمضان 2024.. تسويق وتشويق وأشياء أخرى

القاهرة - ياسر ابراهيم - الاثنين 1 أبريل 2024 01:39 مساءً - مضى أكثر من ثلثي الشهر الكريم، وانتهى عرض عدد من المسلسلات ذات الـ"15" حلقة، وبدأ عرض أخرى لتختم رمضان، وما زالت دراما الثلاثين حلقة معروضة ينتظر الجمهور نهايات أبطالها، وبين هذا وذاك، ظل "التريند" الهدف الرئيسي، والقاسم المشترك الذي يتنافس حوله صناع الدراما الرمضانية، إما بالعزف على أوتار السوشيال ميديا وقوتها الضاربة خلال الأحداث، وإما باستغلالها خارج الأحداث، في أروقة العالم الافتراضي، ويشارك ثالوث العمل "النجم والشركة المنتجة ومنصة العرض" في تحقيق "التارجت"، لـ"قضم" أكبر قطعة من "تورتة المشاهدات".

منذ أيام، خرج الكاتب مدحت العدل، عبر الفضائيات، يشكو من "صناعة التريندات الوهمية"، لخلق حالة من الجدل والإثارة "بالعافية"، والإيهام بأن "الكافيهات" و"المقاهي" تضج بالفرجة على مسلسلات بعينها، والمفارقة (بحسب العدل)، أن تلك التريندات "المباعة" تظهر مع أولى الحلقات، ويتم تكثيف "هاشتاجاتها" على أوسع نطاق، بما يؤثر على إقبال الجمهور، رغم أنها من صنع أصحابها، مع تسخير مئات الصفحات للهجوم على مسلسلات أخرى، لدرجة "نسخ المنشورات كوبي بيست".

كما ظهر النجم أمير كرارة، في برنامج رمضاني، يعلن أن "صفحات" بعينها تشن حملات ضد أعماله بشكل ممنهج، وهو الذي يتابعه المشاهدون، في رمضان الحالي، بمسلسل لم يلق حظا من النجاح، بعنوان "بيت الرفاعي"، ما يجرّنا للحديث عن تنصيب منصات السوشيال ميديا كـ"ميادين" لإصدار الأحكام والتقييمات "مدفوعة الأجر"، أو بمثابة "مصيدة للأخطاء"، و"وحدات قياس النجاح والفشل"، و"محاكم أون لاين"، بقيادة "جماعات المصالح"، و"اللجان الإلكترونية"، وهو ما وصفه البعض بأنه "جريمة منظمة"، و"تزييف عمدي مع سبق الإصرار"، لـ"ذبح أعمال بعينها"، ودفْع الجمهور إلى تغيير مؤشر الريموت كنترول، بمجرد ضغطة زر، من أحدهم، على هاتف ذكي.

كانت الدراما الرمضانية قد عرفت، في السنوات الأخيرة، دور السوشيال ميديا، فاستعانت بمشاهير "الإنفلونسرز" كممثلين، نجحوا في جذب شريحة أخرى من الجمهور، ومنهم الطفل عبد الرحمن طه في "الكبير أوي"، وهلا رشدي في "مكتوب عليا"، وفي رمضان الحالي، اختار عدد من مؤلفي الدراما، مناقشة قصص "التريند" وألاعيب الإنفلونسرز، وكيف يمكن أن تتحكم بضعة منشورات أو مقاطع فيديو أو حتى هاشتاجات، في مصائر الأبطال، بمسلسلات "عتبات البهجة"، و"أعلى نسبة مشاهدة"، و"كامل العدد+1"، و"المداح"، و"فراولة"، و"صدفة"، و"محارب"، والطريف، أن الأخير اعترف صناعه أن الخطة التسويقية اعتمدت على نشر مقاطع فيديو تحتوي على كواليس و"تحديات"، عبر السوشيال ميديا، نجحت في جذب الجمهور، في الوقت الذي استعان فيه البعض بـ"فرق سوشيال ميديا تسويقية" لنشر المسلسلات عبر المنصات الافتراضية ومواقع التواصل بكثافة "مدروسة".

ويعتبر مسلسل "الحشاشين" هو "جوكر رمضان" الذي فرض نفسه على السوشيال ميديا، وتصدّر محركات البحث، منذ عرض البرومو، ومرورا بكل حلقة على حدة، من معارك أخرجها بيتر ميمي ببراعة الكبار، وأداء كريم عبد العزيز الذي أثار انبهار النقاد، قبل الجمهور، ما جعل مواقع التواصل ساحة مشاهدات لم يسبق لها مثيل في تاريخ الدراما.

أما الفنان أحمد العوضي، ففي أول بطولة منفردة له، بعيدا عن طليقته النجمة ياسمين عبد العزيز، لجأ لاستغلال "شعبيته" بين "الفانز"، من متابعي صفحته عبر "فيسبوك"، وابتكر وسيلة تفاعل تضمن الحصول على نسب مشاهدة لمسلسله "حق عرب"، وراح ينشر "فوازير" خاصة به من داخل أحداث الحلقات، عبارة عن مسابقات وأسئلة يجيب عنها متابعوه في "التعليقات"، ويختار صاحب الحظ في كل ليلة، عقب انتهاء عرض الحلقة يوميا، لمنحه جوائز مالية، وبالفعل، نشر "العوضي" صوره مع الفائزين، بما جذب الجمهور أكثر، لمتابعة مسلسله، بحثا عن متعة الفرجة، وطمعا في الجائزة!

ودفعت نجاحات "جعفر العمدة، والبرنس، والأسطورة"، مخرجها محمد سامي، لممارسة هوايته المفضلة في دغدغة مشاعر الجمهور عبر السوشيال ميديا، لصناعة "نجم رمضاني جديد"، اسمه "نعمة أبو علب"، بسكناتها وحركاتها ولزماتها الكلامية ونوع السيارة "الرولز رويس"، ومحاولات قتل البطلة التي جسدتها زوجته "مي عمر"، في مسلسلها "نعمة الأفوكاتو"، وانهالت صفحات التواصل الاجتماعي، بنشر مقتطفات منتقاة بعناية من أحداث كل حلقة، عقب إذاعتها، مع أسئلة حول توقعات الجمهور للأحداث.

Advertisements

قد تقرأ أيضا