قال الصحفي عبدالرحمن انيس:كانت الوحدة اليمنية حلما للجنوبيين اكثر مما هو الانفصال حلما لهم الان ، كانوا سباقين الى تنشئة الاطفال في المدارس والشباب في الاندية والجنود في المعسكرات على حب الوحدة والهتاف بها في الطوابير الصباحية ..
واضاف:كانت الوحدة سلوكا للدولة والمجتمع في الجنوب ، وكانت مشروعا وهدفا لنضال السياسيين ، حتى اصبحت تجري في الجنوبيين مجرى الدم ..
لو اخبرت جنوبيا ما في اواخر الثمانينات ان الجنوبيين سيكفرون بالوحدة ويلعنون يوم توقيعها بعد سنوات قليلة لسخر منك واعتبرك من المغفلين ..
ركنت قوى ونخب الشمال الى هذه النقطة ، فعبثوا ولم يبالوا ، حتى فوجؤا بالاعصار الجنوبي وهو يسعى الى اقتلاع الوحدة من جذورها ، لم يكن ذلك الاعصار سوى رياح الظلم والاقصاء التي هبت وتجمعت وتعاظمت حتى تحولت الى عاصفة هوجاء تريد اقتلاع كل ما يمت للشمال بصلة.

واختتم:اليوم يركن بعض الطيبين الى ان الجنوب صار يجري من الجنوبيين مجرى الدم ، وان فكرة الاستقلال لا تنازل عنها شعبيا مهما كانت الاخطاء والمظالم والاقصاءات التي ترتكب تحت راية وعلم المشروع السياسي الجنوبي ، كما ركن الشمال قبلهم الى ان الجنوب لن يتراجع عن موقفه من الوحدة حتى لو تحرك جبل شمسان من مكانه طالما ان المظالم ترتكب تحت علم الوحدة التي لطالما حلم بها الجنوبيون وهاموا عشقا بها .
لم يفت الاوان بعد ، ولا زال هناك الكثير من الوقت للمراجعة ، وبالامكان تدارك الكثير مما جرى ويجري ، حتى لا يعيد التاريخ نفسه على شكل مأساة.