قال الصحفي خالد سلمان اليمن على مفترق الطرق ،وفي قلب هذا المفترق تقع المنطقة بأمنها المتزعزع وإستقرارها المضطرب ، من قبل جماعة أقل ماتوصف به إنها موطئ قدم لقوى إقليمية ، لا تخفي أطماعها التوسعية في المنطقة.
واضاف سلمان: بإستثاء العراق المتداخل مع إيران واذرعها المتعددة ، يبقى لبنان واليمن وفيهما تم إختطاف قرار الحرب ، الأول بالبسط على بيروت بقوة السلاح ،ومصادرة قرار وسيادة لبنان ، والثاني بإنقلاب أختطف صنعاء وصادر أمن ومصالح البلاد ،وقذف بها في فم المغامرات والشطحات المذهبية وعين العاصفة.
اليمن بحاجة إلى إختصار دروب المخاطر ، بإسقاط الحوثي بحمولته العدائية وثقافة الكراهية ضد من حوله، وتهديده لأهم ممرات الإقتصاد الدولي ،وخنق مصر والجوار ، والمضي بنزقه حد إستدعاء الأساطيل الأجنبية، والخوض في اللعب بالنار والتجاذبات الدولية.
وتابع: إذا كان إخراج الحوثي من معادلة الحكم قد بات مطروحاً بقوة، فإن تصفية هذا الإنقلاب ، لابد وأن يبحث في قضية مفصلية واحدة : كيف يمكن خلق نظام حكم يتسم بالإستقرار ، وغير عرضة لهزات العنف الدورية.
الإجابة بحاجة إلى شجاعة الإعتراف ،أن من دون وضع اليد على أهم مفاتيح المشكلة المحتقنة ،وهو الجنوب بموقعه الجيوسياسي وإطلالته على بحر ومحيط وخليج ،ومحاذاته لمناطق إنتاج الثروات ، من غير حل عادل للقضية الجنوبية ،سيبقى اليمن قلقاً محترباً خارج دائرة النظام المستتب ،ومعه ستبقى المنطقة تدفع فواتير باهضة، ثمناً لعدم ترسيخ دعائم هذا الإستقرار ،بالإعتراف بالتنوع وعدم فرض بالقوة نظام حكم مركزي فاسد ،يقمع ويقصي ويؤسس لحروب متتالية .
ولفت بأنه من غير المكاشفة والبدء بالنقاش الجاد لوضع اليمن مابعد الحوثي ،لايمكن لهذا المحيط طي ملف المخاطر ،والقول حسناً لقد تم ترضيته وإستمالته بالطرق السياسية ،ولم يعد هذا النظام يمثل خطراً يهدد أمننا الداخلي ،والملاحة الدولية ويعصف بترسانة صواريخه بالأمن الجماعي للدول.
أوضح أن العبث بباب المندب بمثابة إعلان حرب ،وقصف ناقلات النفط والسفن التجارية ،ونشر شبكات الألغام البحرية كما يهدد بها الحوثي علناً لإغلاق هذا الممر الدولي ، لا يستدعي الوقوف في حالة إنتظار ورصد للتداعيات ،بل بالإمساك بالمبادأة والكف عن حُقن التسكين ،وشراء التهدئة بالهبات والعطايا ،والإنحناء في وجه العاصفة ، المبادأة تعني إقتلاع هذا الخطر ،ومن ثم الشراكة الدولية في أعادة بناء يمناً جديداً متعايشاً مع نفسه ومحيطه ، وبلا تهديدات وإبتزاز للداخل والجوار.
وأختتم: لا حل يكتسب صفة المقبولية والإستدامة ، مالم يطرق بشجاعة الإعتراف بحقيقة :جنوباً من هنا يبدأ الحل.